رابطة شعراء المغرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القصيدة الأولى: ـــــــــــــــــــــــ كانت هنا / سعيد بنعياد

اذهب الى الأسفل

 القصيدة الأولى: ـــــــــــــــــــــــ  كانت هنا / سعيد بنعياد Empty القصيدة الأولى: ـــــــــــــــــــــــ كانت هنا / سعيد بنعياد

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء أبريل 10, 2018 12:07 pm

خاص بالدور نصف النهائي من مسابقة شاعر المغرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القصيدة الأولى:
ـــــــــــــــــــــــ

كانت هنا

ـــــــــــ

(عن مدينتي الغالية تطوان (شمال المغرب)، الشهيرة بالحمامة البيضاء، وما أفضت إليه السياسات المحلية المتعاقبة من تشويه لتراثها المعماري وجمالها العُمراني)

* * * * * *

كانت هُنا، فاجْتاحَها الطُّوفانُ *** وطَوَى شُجونَ حَديثِها النِّسْيـانُ

رقَصتْ قُلوبُ عِصابةٍ لِرَحيلِها *** وسَقَتْ خُدودَ سِواهُمُ الأجفانُ

كمْ جادتِ الأوزانُ قبْلُ بِمَدْحِها *** أفَلا تَجُودْ بِنَدْبِها الأوزانُ؟

كمْ ذابَ صَبٌّ ذاقَ حَرَّ وِصَالِها *** أفلا يُذِيبُ فُؤادَهُ الهِجْرانُ؟

هيْهاتَ، ما رأَتِ العُيونُ مَثِيلَها *** كَلَّا، ولا سَمِعتْ به الآذانُ

سحَرتْ عَمالِقةَ البَيانِ صِفاتُـها *** أنَّى لِمَنْ سحَرَتْهُـمُ التِّبيانُ؟

كانت لأسْرابِ الحَمَامِ أميـرةً *** تَسْبي العُقولَ، فجُنّتِِ الغِرْبانُ

كانت تُفِيضُ على الثُّلوجِ بَياضَها *** فتَشابَهتْ مِـن بَعْدِها الألوانُ

كانت تَتِيهُ على الشُّموسِ بِحُسْنِها *** فكَسَتْ مَباهِـجَ حُسْنِها الأكفانُ

كانت هُنا تُـزْرِي بِكُـلِّ مَليحةٍ *** كانت هُنا، يا سادَتـي، تِطْوانُ

* * * * * * * * * * * * *

كانـت هُنا، وهُناك كان ثَعالِبٌ *** لِلحِقْدِ بيْنَ ضُلُوعِهمْ بُرْكانُ

كُلٌّ بسِحْرِ جَمالِها مُتَرنِّمٌ *** وإلى زَكِيِّ دِمائِها ظَمْآنُ

قَومٌ إذا امتَشَقوا الوُعودَ حَسِبْتَهُمْ *** سُحُبًا تلُوذُ بِغَيْثِها الأوطانُ

فإذا عَنَتْ لهُمُ الرِّقابُ، تَوهَّجَتْ *** مُقَلٌ لهُمْ، وتأجَّجتْ أسْنانُ

قد أفْرَطُوا في شَرِّهِمْ، حتّى بَكى *** أسَفًا على تَفْريطِهِ الشيطانُ

حَرَصُوا على إحياءِ كُلِّ رَذيلةٍ *** حَرَصَتْ على استِئْصالِها الأديانُ

وتنافَسوا في وأْدِ كُلِّ فضيلةٍ *** لا تستقيمُ بغَيْرِها الأكوانُ

وسَعَوْا إلى إقناعِنا بسياسةٍ *** لَمْ تَقتَنِعْ بصَفائِها الأذهانُ

نظَروا إلى مَكْرِ الزّمانِ، فأقسَموا *** ألَّا يُحِيطَ بمَكْرِهِمْ إنسانُ

فاللهُ أكبَرُ أرْبَعًا (1)، قُضِيَ الذي *** لا رَيْبَ فيه، ودُمِّرتْ تِطْوانُ

* * * * * * * * * * * * *

أَرْثِيكِ، بِنتَ الْمَنْظَرِيِّ (2)، بأدمُعٍ *** عجَزتْ عنِ استِيعابِها الأوزانُ

والنَّفْسُ يَعْصِرُها التَّأوُّهُ والأسَى *** والقلْبُ تَنسِفُ صَبْرَهُ الأشجانُ

وبأحْرُفي يأتيكِ «بَحْرٌ كامِلٌ» *** والنَّقْصُ ﻟﻲ ولأحرُفي عُنوانُ

بالأمْسِ كُنتِ حَمامةً بيضاءَ لا *** تشدُو بغيْرِ هَديلِها الأغصانُ

ومَنارةً وَهَّاجةً لا يَهتدي *** إلَّا بِساطِعِ نُورِها الرُّكْبانُ

أَثْنَى ابنُ زاكُورٍ عليكِ بقوْلِهِ: *** «هيَ جَنَّةٌ، فِردَوسُها الكِيتانُ» (3)

ومضى سِوَاهُ يَخُطُّ فيكِ مَدائحًا *** لَمْ يَخْلُ مِن نَفَحاتِها دِيوانُ

فلَئِنْ قُبِرْتِ، فإنَّ ذِكرَكِ خالِدٌ *** ولَئِنْ هُجِرْتِ، فبِئْسَتِ الخِلَّانُ

فتَعطَّري بأَرِيجِ مَجْدِكِ وافْخَري *** فبِمِثْلِ مَجْدِكِ تَفخَرُ البُلدانُ

إنْ تُنْكِرِ الجُغْرافِيَا اسْمَكِ مَرَّةً *** لَنْ يُنْكِرَ التاريخُ يا تِطوانُ

ـــــــــــــــــــــــ

1ـ عدد تكبيرات صلاة اﻟﺠﻨﺎزة ، عند اﻟﺠﻤﻬﻮر .

2ـ أبو الحسن عليّ المنظري، مُجدِّد بناء مدينة تطوان (889 ﻫ) .

3ـ يقول ﻣﺤﻤﺪ بن زاكور الفاسي (ت 1120 ﻫ):

تِطْوانُ، ما أدراكَ ما تِطْوانُ؟ *** سَالَتْ بِها الأنْهارُ والْخُلْجانُ
قُلْ، إنْ لَحَاكَ مُكابِرٌ في حُبِّها: *** هِيَ جَنَّةٌ، فِردَوْسُها الكِيتانُ

(والكيتان: اسم منطقة بتطوان، مشهورة بطبيعتها الساحرة)

Admin
Admin

المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 08/04/2018

https://rabitaalmagrib.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى