القصيدة الأولى: ـــــــــــــــــــــــ كانت هنا / سعيد بنعياد
رابطة شعراء المغرب :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: قصائد المسابقة الشعرية / الدور التمهيدي :: الدور قبل النهائي / جديد الشعراء
صفحة 1 من اصل 1
القصيدة الأولى: ـــــــــــــــــــــــ كانت هنا / سعيد بنعياد
خاص بالدور نصف النهائي من مسابقة شاعر المغرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصيدة الأولى:
ـــــــــــــــــــــــ
كانت هنا
ـــــــــــ
(عن مدينتي الغالية تطوان (شمال المغرب)، الشهيرة بالحمامة البيضاء، وما أفضت إليه السياسات المحلية المتعاقبة من تشويه لتراثها المعماري وجمالها العُمراني)
* * * * * *
كانت هُنا، فاجْتاحَها الطُّوفانُ *** وطَوَى شُجونَ حَديثِها النِّسْيـانُ
رقَصتْ قُلوبُ عِصابةٍ لِرَحيلِها *** وسَقَتْ خُدودَ سِواهُمُ الأجفانُ
كمْ جادتِ الأوزانُ قبْلُ بِمَدْحِها *** أفَلا تَجُودْ بِنَدْبِها الأوزانُ؟
كمْ ذابَ صَبٌّ ذاقَ حَرَّ وِصَالِها *** أفلا يُذِيبُ فُؤادَهُ الهِجْرانُ؟
هيْهاتَ، ما رأَتِ العُيونُ مَثِيلَها *** كَلَّا، ولا سَمِعتْ به الآذانُ
سحَرتْ عَمالِقةَ البَيانِ صِفاتُـها *** أنَّى لِمَنْ سحَرَتْهُـمُ التِّبيانُ؟
كانت لأسْرابِ الحَمَامِ أميـرةً *** تَسْبي العُقولَ، فجُنّتِِ الغِرْبانُ
كانت تُفِيضُ على الثُّلوجِ بَياضَها *** فتَشابَهتْ مِـن بَعْدِها الألوانُ
كانت تَتِيهُ على الشُّموسِ بِحُسْنِها *** فكَسَتْ مَباهِـجَ حُسْنِها الأكفانُ
كانت هُنا تُـزْرِي بِكُـلِّ مَليحةٍ *** كانت هُنا، يا سادَتـي، تِطْوانُ
* * * * * * * * * * * * *
كانـت هُنا، وهُناك كان ثَعالِبٌ *** لِلحِقْدِ بيْنَ ضُلُوعِهمْ بُرْكانُ
كُلٌّ بسِحْرِ جَمالِها مُتَرنِّمٌ *** وإلى زَكِيِّ دِمائِها ظَمْآنُ
قَومٌ إذا امتَشَقوا الوُعودَ حَسِبْتَهُمْ *** سُحُبًا تلُوذُ بِغَيْثِها الأوطانُ
فإذا عَنَتْ لهُمُ الرِّقابُ، تَوهَّجَتْ *** مُقَلٌ لهُمْ، وتأجَّجتْ أسْنانُ
قد أفْرَطُوا في شَرِّهِمْ، حتّى بَكى *** أسَفًا على تَفْريطِهِ الشيطانُ
حَرَصُوا على إحياءِ كُلِّ رَذيلةٍ *** حَرَصَتْ على استِئْصالِها الأديانُ
وتنافَسوا في وأْدِ كُلِّ فضيلةٍ *** لا تستقيمُ بغَيْرِها الأكوانُ
وسَعَوْا إلى إقناعِنا بسياسةٍ *** لَمْ تَقتَنِعْ بصَفائِها الأذهانُ
نظَروا إلى مَكْرِ الزّمانِ، فأقسَموا *** ألَّا يُحِيطَ بمَكْرِهِمْ إنسانُ
فاللهُ أكبَرُ أرْبَعًا (1)، قُضِيَ الذي *** لا رَيْبَ فيه، ودُمِّرتْ تِطْوانُ
* * * * * * * * * * * * *
أَرْثِيكِ، بِنتَ الْمَنْظَرِيِّ (2)، بأدمُعٍ *** عجَزتْ عنِ استِيعابِها الأوزانُ
والنَّفْسُ يَعْصِرُها التَّأوُّهُ والأسَى *** والقلْبُ تَنسِفُ صَبْرَهُ الأشجانُ
وبأحْرُفي يأتيكِ «بَحْرٌ كامِلٌ» *** والنَّقْصُ ﻟﻲ ولأحرُفي عُنوانُ
بالأمْسِ كُنتِ حَمامةً بيضاءَ لا *** تشدُو بغيْرِ هَديلِها الأغصانُ
ومَنارةً وَهَّاجةً لا يَهتدي *** إلَّا بِساطِعِ نُورِها الرُّكْبانُ
أَثْنَى ابنُ زاكُورٍ عليكِ بقوْلِهِ: *** «هيَ جَنَّةٌ، فِردَوسُها الكِيتانُ» (3)
ومضى سِوَاهُ يَخُطُّ فيكِ مَدائحًا *** لَمْ يَخْلُ مِن نَفَحاتِها دِيوانُ
فلَئِنْ قُبِرْتِ، فإنَّ ذِكرَكِ خالِدٌ *** ولَئِنْ هُجِرْتِ، فبِئْسَتِ الخِلَّانُ
فتَعطَّري بأَرِيجِ مَجْدِكِ وافْخَري *** فبِمِثْلِ مَجْدِكِ تَفخَرُ البُلدانُ
إنْ تُنْكِرِ الجُغْرافِيَا اسْمَكِ مَرَّةً *** لَنْ يُنْكِرَ التاريخُ يا تِطوانُ
ـــــــــــــــــــــــ
1ـ عدد تكبيرات صلاة اﻟﺠﻨﺎزة ، عند اﻟﺠﻤﻬﻮر .
2ـ أبو الحسن عليّ المنظري، مُجدِّد بناء مدينة تطوان (889 ﻫ) .
3ـ يقول ﻣﺤﻤﺪ بن زاكور الفاسي (ت 1120 ﻫ):
تِطْوانُ، ما أدراكَ ما تِطْوانُ؟ *** سَالَتْ بِها الأنْهارُ والْخُلْجانُ
قُلْ، إنْ لَحَاكَ مُكابِرٌ في حُبِّها: *** هِيَ جَنَّةٌ، فِردَوْسُها الكِيتانُ
(والكيتان: اسم منطقة بتطوان، مشهورة بطبيعتها الساحرة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصيدة الأولى:
ـــــــــــــــــــــــ
كانت هنا
ـــــــــــ
(عن مدينتي الغالية تطوان (شمال المغرب)، الشهيرة بالحمامة البيضاء، وما أفضت إليه السياسات المحلية المتعاقبة من تشويه لتراثها المعماري وجمالها العُمراني)
* * * * * *
كانت هُنا، فاجْتاحَها الطُّوفانُ *** وطَوَى شُجونَ حَديثِها النِّسْيـانُ
رقَصتْ قُلوبُ عِصابةٍ لِرَحيلِها *** وسَقَتْ خُدودَ سِواهُمُ الأجفانُ
كمْ جادتِ الأوزانُ قبْلُ بِمَدْحِها *** أفَلا تَجُودْ بِنَدْبِها الأوزانُ؟
كمْ ذابَ صَبٌّ ذاقَ حَرَّ وِصَالِها *** أفلا يُذِيبُ فُؤادَهُ الهِجْرانُ؟
هيْهاتَ، ما رأَتِ العُيونُ مَثِيلَها *** كَلَّا، ولا سَمِعتْ به الآذانُ
سحَرتْ عَمالِقةَ البَيانِ صِفاتُـها *** أنَّى لِمَنْ سحَرَتْهُـمُ التِّبيانُ؟
كانت لأسْرابِ الحَمَامِ أميـرةً *** تَسْبي العُقولَ، فجُنّتِِ الغِرْبانُ
كانت تُفِيضُ على الثُّلوجِ بَياضَها *** فتَشابَهتْ مِـن بَعْدِها الألوانُ
كانت تَتِيهُ على الشُّموسِ بِحُسْنِها *** فكَسَتْ مَباهِـجَ حُسْنِها الأكفانُ
كانت هُنا تُـزْرِي بِكُـلِّ مَليحةٍ *** كانت هُنا، يا سادَتـي، تِطْوانُ
* * * * * * * * * * * * *
كانـت هُنا، وهُناك كان ثَعالِبٌ *** لِلحِقْدِ بيْنَ ضُلُوعِهمْ بُرْكانُ
كُلٌّ بسِحْرِ جَمالِها مُتَرنِّمٌ *** وإلى زَكِيِّ دِمائِها ظَمْآنُ
قَومٌ إذا امتَشَقوا الوُعودَ حَسِبْتَهُمْ *** سُحُبًا تلُوذُ بِغَيْثِها الأوطانُ
فإذا عَنَتْ لهُمُ الرِّقابُ، تَوهَّجَتْ *** مُقَلٌ لهُمْ، وتأجَّجتْ أسْنانُ
قد أفْرَطُوا في شَرِّهِمْ، حتّى بَكى *** أسَفًا على تَفْريطِهِ الشيطانُ
حَرَصُوا على إحياءِ كُلِّ رَذيلةٍ *** حَرَصَتْ على استِئْصالِها الأديانُ
وتنافَسوا في وأْدِ كُلِّ فضيلةٍ *** لا تستقيمُ بغَيْرِها الأكوانُ
وسَعَوْا إلى إقناعِنا بسياسةٍ *** لَمْ تَقتَنِعْ بصَفائِها الأذهانُ
نظَروا إلى مَكْرِ الزّمانِ، فأقسَموا *** ألَّا يُحِيطَ بمَكْرِهِمْ إنسانُ
فاللهُ أكبَرُ أرْبَعًا (1)، قُضِيَ الذي *** لا رَيْبَ فيه، ودُمِّرتْ تِطْوانُ
* * * * * * * * * * * * *
أَرْثِيكِ، بِنتَ الْمَنْظَرِيِّ (2)، بأدمُعٍ *** عجَزتْ عنِ استِيعابِها الأوزانُ
والنَّفْسُ يَعْصِرُها التَّأوُّهُ والأسَى *** والقلْبُ تَنسِفُ صَبْرَهُ الأشجانُ
وبأحْرُفي يأتيكِ «بَحْرٌ كامِلٌ» *** والنَّقْصُ ﻟﻲ ولأحرُفي عُنوانُ
بالأمْسِ كُنتِ حَمامةً بيضاءَ لا *** تشدُو بغيْرِ هَديلِها الأغصانُ
ومَنارةً وَهَّاجةً لا يَهتدي *** إلَّا بِساطِعِ نُورِها الرُّكْبانُ
أَثْنَى ابنُ زاكُورٍ عليكِ بقوْلِهِ: *** «هيَ جَنَّةٌ، فِردَوسُها الكِيتانُ» (3)
ومضى سِوَاهُ يَخُطُّ فيكِ مَدائحًا *** لَمْ يَخْلُ مِن نَفَحاتِها دِيوانُ
فلَئِنْ قُبِرْتِ، فإنَّ ذِكرَكِ خالِدٌ *** ولَئِنْ هُجِرْتِ، فبِئْسَتِ الخِلَّانُ
فتَعطَّري بأَرِيجِ مَجْدِكِ وافْخَري *** فبِمِثْلِ مَجْدِكِ تَفخَرُ البُلدانُ
إنْ تُنْكِرِ الجُغْرافِيَا اسْمَكِ مَرَّةً *** لَنْ يُنْكِرَ التاريخُ يا تِطوانُ
ـــــــــــــــــــــــ
1ـ عدد تكبيرات صلاة اﻟﺠﻨﺎزة ، عند اﻟﺠﻤﻬﻮر .
2ـ أبو الحسن عليّ المنظري، مُجدِّد بناء مدينة تطوان (889 ﻫ) .
3ـ يقول ﻣﺤﻤﺪ بن زاكور الفاسي (ت 1120 ﻫ):
تِطْوانُ، ما أدراكَ ما تِطْوانُ؟ *** سَالَتْ بِها الأنْهارُ والْخُلْجانُ
قُلْ، إنْ لَحَاكَ مُكابِرٌ في حُبِّها: *** هِيَ جَنَّةٌ، فِردَوْسُها الكِيتانُ
(والكيتان: اسم منطقة بتطوان، مشهورة بطبيعتها الساحرة)
رابطة شعراء المغرب :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: قصائد المسابقة الشعرية / الدور التمهيدي :: الدور قبل النهائي / جديد الشعراء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى